نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يؤكد أن القوى العظمى ليست هي وحدها التي تساهم في تغيير النظام العالمي
15 ديسمبر 2018
الدوحة، قطر:- شارك سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في جلسة تحت عنوان: “إعادة النظر في النظام العالمي: الجهات الفاعلة القديمة والتحالفات الجديدة” بمنتدى الدوحة.كما شارك في الجلسة سعادة السيد حسن علي خيري رئيس الوزراء الصومالي، وسعادة السيدة ماريا فرنانده إسبينوزا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسعادة السيد تيودور فيوريل ميليشكانو، وزير الخارجية الروماني، وسعادة السيد فولفجانج إيشنجر، رئيس مؤتمر ميونخ للأمن الذي أدار الجلسة.
وقد تناول سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالنقاش سياسة قطر الخارجية، وتطرَّق إلى دور القوى العظمى وتغير الديناميات التي تحكم التحالفات الإقليمية والدولية، قائلا: “إننا نؤمن بأن هناك عملية تغيير تجري في النظام العالمي، ولكن ذلك ليس أمراً جديداً بالنسبة إلينا. فالعالم يخوض دورة التغيير هذه كل بضعة عقود. ولكن أدوات التكنولوجيا والاتصال قد ضيَّقت الزمن الذي تحتاجه دورة التغيير. وهي تعتبر مساهماً رئيسياً في تغيير النظام العالمي وكيفية رؤية الدول لتشكيل تحالفاتها.”
وأضاف سعادته: “التحالفات الإقليمية لا تزال مفيدة ومهمة لأننا نتشارك نفس القلق والتهديدات والمصالح. ولكن هذه التحالفات بحاجة إلى إعادة تشكيل، ولكن ذلك لا ينبغي أن يتم من خلال القوى العظمى والبلدان الكبرى وحدها، ولكن أيضا من خلال الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ودول كل منطقة في العالم.”
وتطرق سعادته إلى الأزمة الخليجية، مؤكداً أهمية دور الحوار كوسيلة لحل هذه الأزمة وقال: “إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الحوار مع دول الحصار المبني على الاحترام المتبادل من شأنه أن ينهي الأزمة في المنطقة.”
وأضاف: “لقد تأثرت مكانة التحالف الإقليمي وضعفت بسبب الأزمة. ولذلك، فإن التحالف الذي كان موجوداً سابقاً يجب إعادة تشكيله وتصميمه لضمان الاستقرار والأمن مستقبلاً في المنطقة”.
وقال سعادة السيد ميليشكانو، وزير الخارجية الروماني: “نحن نؤمن بقوة الحوار. ونريد أن ننظم الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى يمكنها الوصول إلى حل لهذه الأزمة التي باتت تؤثر على المنطقة بأسرها. إننا نعتبر مجلس التعاون الخليجي ركيزة من ركائز الأمن في العالم العربي.”
وأضاف سعادته قائلاً: “إن حل الأزمة الخليجية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر آلية المفاوضات السياسية، ولكن ينبغي لي أن أضيف هنا أن الحل يجب أن يقوم على احترام مبادئ وقواعد القانون الدولي، وكذلك العدالة.”
وتطرقت الجلسة أيضاً إلى إمكانية ظهور نظام عالمي جديد، حيث استعرض المشاركون الأوضاع الراهنة للتعاون الإقليمي والاستقرار، وكذلك إمكانية تشكيل تحالفات جديدة وغير تقليدية، وذلك في إطار العنوان الرئيسي للمنتدى وهو “صنع السياسات في عالم متداخل”.
وقد استعرض أعضاء الجلسة الطرق التي يمكن من خلالها للدول أن تغير المفهوم السائد عنها عالمياً، معتبرين أن هذه الدول بذلك تصنع لنفسها مستقبلاً جديداً، كما هو حال الصومال.
ومن جانبه قال سعادة السيد حسن علي خيري، رئيس الوزراء الصومالي: “إن التحدي الذي نواجهه في العالم المتداخل الجديد هو كيف نغير التصور القديم ونُظهر القدرات الحقيقية الكامنة لدى الصومال.”
أما سعادة السيدة ماريا فرنانده إسبينوزا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فقالت: “إن الأمم المتحدة هي مظلة العالم، وهي برلمان الإنسانية. وهي التي ترسي معايير صنع السياسات.”
ويستقطب المنتدى السنوي الذي تستمر أعماله على مدى يومين، مجموعة من رؤساء الدول والوزراء وقادة الأعمال والناشطين، وذلك لمناقشة العديد من القضايا والتحديات التي تؤثر في عالمنا اليوم، وذلك تحت عنوان “صنع السياسات في عالم متداخل.” ويستند منتدى الدوحة إلى سجل دولة قطر الحافل في تعزيز الأمن والاستقرار عبر الوساطة وتسوية النزاعات، حيث تناقش النسخة الثامنة عشرة من المنتدى مجموعة من القضايا الرئيسية التي تشمل أربعة موضوعات هي: الأمن والتنمية الاقتصادية، والسلام والوساطة، والتوجهات والتحولات العالمية.