منتدى الدوحة 2022
26 – 27 مارس 2022
فندق الشيراتون، الدوحة، قطر
التحول إلى عصر جديد
بينما يتعافى الاقتصاد العالمي من أكبر صدمة يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية، تظهر الحاجة إلى اجتماع القادة وصناع السياسات معاً لتطوير ابتكارات سياسية تهدف إلى إنقاذ معظم الأرواح وتجنب الأضرار الدائمة. وقد سجل العالم، حتى مايو 2021، أكثر من 160 مليون إصابة كوفيد-19، وأكثر من 3 ملايين حالة وفاة، إضافة إلى آثار لا تحصى على حياة الناس. ومع ذلك، فقد مهد صانعو التغيير الطريق للتقدم في شتى المجالات مثل التكنولوجيا، والطب، والاستدامة، والمساواة العرقية.
وقد تعلّمت الحكومات دروساً قيّمة خلال عملها على حل التحديات في هذا المناخ غير الاعتيادي. كما وجّه الاضطراب العالمي الجهود نحو تعزيز صمود النظم الدولية. وأجبرت التحدياتُ العالمية، طوال القرن العشرين، الحكوماتِ على تشكيل تحالفات غير متوقعة، وتقديم حلول مبتكرة للتهديدات المتزايدة. وبما أن العودة إلى الماضي ليست خياراً ممكناً، فإن الطريق الوحيد أمام المجتمع الدولي هو التكيّف مع الحاضر، والأهم من ذلك التحوّل إلى العصر الجديد الذي نريده جميعاً وتحتاجه البشرية.
وقد تسببت الجائحة بتقلبات استثنائية في جميع مناحي الحياة، محدثة تغيرات واسعة أدت إلى كشف نقاط الضعف والقوة، وتسريع الاتجاهات الحالية، وتغيير موازين القوى. فقد مرّت الولايات المتحدة بفترة إعادة تكوين سياسية كبرى، حيث انتقلت السياسة الخارجية من إدارة إلى أخرى، مما سلط الضوء على الأثر العالمي الذي يمكن أن يحدثه تغيير واحد في القيادة. وكانت الهند واحدة من أكثر البلدان تضرراً من الجائحة، مما أدى إلى تفاقم بعض التحديات القائمة أصلاً في البلاد، مثل عدم المساواة والتشرذم السياسي. بينما نجت الصين من الوباء عبر عودتها إلى الساحة العالمية أقوى من ذي قبل، وتعزيز نموذجها للحكم الرشيد وتأثيرها الدبلوماسي، من خلال "دبلوماسية الكمامات" ومبادرة الحزام والطريق المستمرة. كما ينمو نفوذ روسيا بفضل علاقاتها العسكرية مع دول في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، والشرق الأوسط بشكل خاص، وبفضل صادراتها الضخمة من الوقود إلى أوروبا. وفي غضون ذلك، يعاني الاتحاد الأوروبي من صعود السياسات المثيرة للتفرقة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويستمر ميزان القوى العالمية في الانزياح بشكل جذري عن توازنه السابق أحادي القطب، وذلك مع تدعيم روسيا والصين مكانتيهما كخصمين رئيسيين للولايات المتحدة، والتشكيك في المسؤوليات التي تتطلبها قوتهما.
فهل ستبلغ الديناميكيات المتغيرة ذروتها في إنشاء نموذج جديد لعصر جديد؟ وهل هناك آليات لضمان أن تؤدي هذه التحولات إلى زيادة النمو الاقتصادي وتقليل عدم المساواة وتعزيز التنمية المستدامة وحماية المجتمعات الضعيفة؟ في هذا الوقت المضطرب، ما هو دور المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وحلف شمال الأطلسي، وصندوق النقد الدولي، وما هي الإصلاحات التي يجب إجراؤها لمواجهة التحديات المتصاعدة في العالم؟
بعد 22 عاماً على إنشائه، يجتمع منتدى الدوحة في نسخته العشرين، في مارس 2022، حيث سيناقش "التحول إلى عصر جديد" مع التركيز على أربعة مجالات أساسية:
وللبناء على المحادثات التي تواصلت بعد النسخة الأخيرة من منتدى الدوحة، سيجمع منتدى الدوحة 2022، مجدداً، مجموعة متميزة من القادة والمفكرين وصانعي السياسات والصحفيين لمناقشة تحدياتنا المشتركة، خلال انتقالنا إلى منطقة مجهولة، بحثاً عن حلول وفرص.